كان افتتاح دار الآثار الإسلامية ضمن متحف الكويت الوطني حدثاً حضارياً مميزاً، جاء في وقت لا تكثر فيه الأحداث الحضارية، والناس مشغولون بهمومهم المناخية والنفطية والسياسية.
وتعتبر التحف التي احتوتها الدار من التحف النادرة والمميزة التي تعكس أزماناً مختلفة في تطور الحضارة الإسلامية.
والمعروف أن الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح قد أهدى هذه التحف إلى دار الآثار الإسلامية، وهي تشكل جزءاً من مجموعته الرائعة التي جمعها خلال تسع سنوات.
وما عمله الشيخ ناصر يعتبر نموذجاً مشرقاً للكويت الجديدة، فهو قد سخَّر جزءاً كبيراً من ثروته لهذا العمل المجيد القائم على البحث عن الآثار الإسلامية واقتنائها أينما تواجد الإسلام في عصوره المختلفة، وقام بعد ذلك بتقديمها للمتحف الوطني؛ حتى يتمكن الناس من الاطلاع عليها ومشاهدتها، وهو بهذا يكون قد انضم إلى قائمة الرجال المشاهير الذين أهدوا أوطانهم ذخائر وكنوزاً اشتروها بثروتهم الخاصة، فأضافوا إلى أسمائهم شهرة وفخراً، وقدموا لأوطانهم رمزاً يعبر عن امتنانهم بما حصلوا عليه من الوطن، ويعكس في الوقت نفسه نبل أصولهم، وبذلك يكون الشيخ ناصر قد ضرب مثلاً يحتذى به من قبل الأغنياء وأصحاب الثروات الكبيرة.
وهذا هو مفهوم الكرم في العصر الحديث.
والمؤمل أن يحذو الشخص الثاني الذي يقتني مجموعة نادرة وقيمة كذلك حذو الشيخ ناصر، فيقدمها إلى المتحف، ونعني به السيد جاسم يوسف الحميضي.