April 7, 1983

النظم التعليمية المختلفة تعترف بضرورة توقف الدراسة في منتصف العام الدراسي، حتى يتاح للطلاب فرصة التقاط أنفاسهم، والعودة إلى الدراسة بعد ذلك بدم جديد وروح جديدة؛ ولهذا اتفقت السلطات التعليمية في أنحاء العالم قاطبة على اختيار هذه العطلة لتأتي في منتصف العام الدراسي.

وفي الكويت تعطل الجامعة في منتصف العام الدراسي أي في يناير.

أما بالنسبة للمدارس الثانوية والمتوسطة والابتدائية ورياض الأطفال؛ فإن العطلة تقع في الثلث الأخير من السنة الدراسية، ولا يوجد سبب وجيه يدعو لذلك، وإنما توجد أسباب كثيرة تدعو إلى غير ذلك، وإلى جعل عطلة نصف السنة تأتي بالفعل في نصف السنة الدراسية، ولعل العذر الوحيد لوضعها في مثل هذا الوقت – أي الثلث الأخير من العام الدراسي – هو موضوع الربيع وخروج الأسر الكويتية إلى الصحراء والعيش في الخيام لمدة أسبوعين، وهذا تقليد جميل وممتع، ولكنه لا يكفي كسبب لجعل عطلة المدارس في هذا الوقت.

فالذي يحصل هو أنه ما أن يعود الطلاب من العطلة حتى يبدأ شعور في المدرسة بأن السنة الدراسية أوشكت على الانتهاء، ويبدأ المدرسون في التعجيل بإكمال المنهج والمقررات استعداداً للامتحان، ومعنى ذلك كله أن الثلث الأخير من السنة الدراسية هو وقت ضائع، بينما نجد أنه إذا كانت عطلة نصف السنة الدراسية تقع بالفعل في نصف السنة الدراسية؛ فإن السنة الدراسية نفسها تكتمل، ولا يضيع أي جزء منها.

والغريب أن الناس نسوا أن عطلة نصف السنة الدراسية هي عطلة الطلاب والمدرسين، ولهذا نراهم قد اعتادوا الآن على تعطيل كل شيء مع عطلة المدارس، وكأننا لا يكفينا ما يضيع من الوقت خلال أشهر الصيف، حتى نضيف إليه نصف شهر في قمة الموسم، وزحمة النشاط، فتتوقف الحياة، وتتعطل الحكومة ولو بطريق غير رسمي، وحتى مجلس الأمة بدأ الآن يعتاد على حكاية عطلة الربيع.

والعلاج هو في تحديد عطلة موحدة للمدارس والجامعة في منتصف العام الدراسي؛ أي في يناير، فليس لدى البلاد وقت إضافي لإضاعته.

Comments are closed.