الموسم السخيف هي عبارة مترجمة ترجمة حرفية عن اللغة الإنجليزية The Silly Season، وقد اصطلح الإنجليز على إطلاقه على فترة الصيف، حيث تقع عطلة البرلمان وتتوقف الحياة السياسية والأخبار المتعلقة بها والإثارة المستمرة التي يوجدها انعقاد البرلمان والتي تغذي الصحافة بمادة دسمة مستمرة.
فإذا عطل البرلمان وجدت الصحافة نفسها محرومة من الأخبار السياسية المحلية الدسمة، وحينها تلجأ إلى اختراع الأخبار ونسج الحكايات، ونفض الغبار عن المواد التي لم تجد مكاناً في موسم الإثارة، وأحياناً ينضب معين الصحف فتقع في مطب “الموسم السخيف”، وتتبنى قضايا أو تنشر أخباراً تندم عليها فيما بعد؛ إذ غالباً ما تنتهي إلى المحكمة أو إلى التصالح مع المتأثرين بالأخبار ودفع تعويضات لهم.
ولهذا، فإن تسمية “الموسم السخيف” تنطبق على صحافة البلاد الحرة، حيث الصحافة حرة، وحيث تحتاج دائماً إلى مادة صحفية تُبقي للصحيفة قراءها، وتستمر في إمدادهم بما يمتع ويثير، فإذا شحت المادة الصحفية اضطرت الصحف إلى اختراع الأنباء أو نقل الإشاعات حتى لا تضطر إلى تعبئة صفحاتها بالبيانات الرسمية كما تفعل الصحف في البلاد غير الحرة.
وفي الكويت ينطبق وصف “الموسم السخيف” على أحوال صحافتنا خلال أشهر الصيف؛ حيث نجدها تكتفي بنقل الأخبار العالمية – وغالباً من وكالات الأنباء – أو الأخبار العربية التي فقدت الإثارة من كثرة ما تكررت، وخاصة ما يتعلق فيها بالوساطات ووقف إطلاق النار بين الطوائف اللبنانية أو الفرق الفلسطينية، فإذا جئنا إلى الأخبار المحلية، نجد الصحف تضطر في نهاية الأمر إلى نقل البيانات الرسمية أو إلى تسطير الإشاعات والهمهمات وإضفاء صفة الخبر عليها، وذلك لقلة الأخبار أو انعدامها على الصعيد المحلي؛ بسبب عطلة مجلس الأمة، وتوقف الحياة السياسية المحلية، وتتفنن الصحف هذه الأيام في تشكيل الوزارة وإسناد المهام الوزارية لفلان وعلان من الناس، ومصادر هذه الإشاعات كلها مصادر موثوقة كما تقول الصحف!
ولا تعبأ الصحف بالطبع لما يسببه هذا النوع من الأخبار من إحراجات وإزعاج للذين تكرمت الصحف فمنحتهم الألقاب الوزارية، وكأن تبوؤ الوزارة هو أقصى ما يحلم به الإنسان! ولكنه “الموسم السخيف”، والكاتب ينصح القراء أن يتذكروا وهم يقرؤون الصحف صيفاً أن توقف النشاط السياسي أثناء عطلة البرلمان يجبر الصحف على طرق أبواب هي في غنى عنها وإطلاق إشاعات لا صحة لها.